بسم الله الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أوجد الخلق ، وشرع لهم طرق الخير ، ونهاهم عن الفرقة والعدوان ، والصلاة والسلام على من أرسله ربه رحمة للناس ، وعلى الآل والصحابة أجمعين .
موضوعنا اليوم ذي صلة بين أفراد المجتمعات ، وهو أمر مهم في بناء أمجاد الأمم ، وإثبات وجودها ، وتدعيم الأمن والإستقرار بها أنه ( التعاون على البر والتقوى ) ، ان الائتلاف والإتحاد والتعاون والوفاق ، وترك النزاع والتمزق والإنقسام جانباً عظيماً ومهماً ، فكلما سادت هذه الفضائل بين أفراد المجتمع ، حكاماً ومحكومين ، ساد الحب والتقدير والثقة المتبادلة ، والتعاطف والتراحم ، واذا فقدت هذه الفضائل والقيم الإسلامية ساد التمزق والإضطراب ، وتحولت سعادة الأمـــة الى شقاء ، وأمنها خوفاً .
لقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتمسك والإعتصام بحبله ، والتعاون على الخير ، وأوصى به ، وحذر من الفرقة ، وأثنى على الوحدة ، قال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) .وقل جل شأنه : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) . وحذر سبحانه وتعالى من الخلاف في الدين فقال : ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ) .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم حث على تعاون المؤمنين على الخير ، ودعا ألى الاتحاد والتضامن بين المسلمين ، وحذر من التمزق والتنازع والانقسام . قال صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) . ويقول صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه ، المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) . ويقول صلى الله عليه وسلم حاثاً على التناصر في الحق بين المسلمين : ( أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) ، قال أنصره مظلوماً فكيف أنصره ظالماً ؟ ، قال : ( تحجزه عن ظلمه فذلك نصره ) . وقال صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ) . والأحاديث في هذا الباب كثيرة .
وعلى كل حال ، وبقدر ما بين أفراد المجتمع من حسن صلات ، وتوثيق علاقات ، تكون قوتهم قوية ، وأمنهم مستقر ، وعكس ذلك ، إذا وجد التخاذل والتدابر والتقاطع ، وانصرف كل إلى نفسه وشهوته كان الضعف والفشل والجور وعدم الإستقرار .
نسأل الله عز وجل العافية ، وأن يجمع قلوبنا على طاعته ، وأن يوفق جميع المسلمين الى المحبة والتأخي والتعاون فيما بينهم على البر والتقوى ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم تسليماً كثيراً الى يوم الدين