بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمن ، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وشفيع الخلائق يوم الدين ، سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحابته أجمعين .
الحديث في هذا الموضوع يتعلق بحفظ الإسلام للضلروريات الخمس ، ويمكننا القول في ذلك في ما يلي :-
@- حفظ الدين والعقل :
لقد عمل الإسلام على تأصيل هاتين الخاصتين ( الدين , العقل ) وحفظ للمرء دينه بما شرع له من أوامر ونواهي تحقق السعادة له في الدارين ، وحفظ له عقله فحرم عليه كل ما يذهب العقل أو يضره كالخمر والمسكرات التي تؤدي الى شرود الذهن واضطراب العقل والفكر ، فالعقل جوهرة الحياة والمنظم لحركاتها ، والإسلام كذلك يحترم العقل ويمنحه الحرية التامـــة في التفكير والنظر في الكون ، ويحرم إرهابه أو فرض أي فكر عليه.
@- حفظ النفس :
ان تعاليم الإسلام لتحفظ للمرء نفسه ، فالشرع يحرم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، قال تعالى ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) . والحق الذي تزهق به النفوس بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعن بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يحل دم إمرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث : القاتل ، والثيب الزاني ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) .
ان الاسلام يحمي النفس البشرية من أفراد المجتمع ، ويحميها من صاحبها فيحرم عليه الإنتحار ويعتبره جريمة كبيرة في حق النفس ، قال الله تعالى (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )(29) سورة النساء، .
هذا وسنكمل بقيه الضروريات الخمس في الموضوع القادم إن شاء الله تعالى . إن الإسلام دين كامل في جميع شئونه ، وفي كافة أحواله ، وأحكامه ، وعدله ، وقضاءه ، وشرعه ، وسلوك أتباعه ، ولا تجد فيه إلا الكمال ، مما له الأثر الطيب في النفوس والمجتمعات في الحياة الدنيا ، والعقبى الحسنة في الآخرة . وحمايته عامة في الضروريات الخمس وفي غيرها ، لكن كانت الخمس السابقة هي مما تعارف عليه الجميع ، وإلا فالإسلام شامل وحامي لكافة أمور الحياة على حدٍ سواء .
@ - حماية المال :
بعد حماية الدين والعقل والنفس تأتي شريعة الإسلام لتحمي للإنسان ماله ، فقد أحترم الإسلام حق ملكية المال لكل إنسان ، وحرم كل وسيلة لإكل أموار الناس بالباطل ، فحرم السرقة وأمر بقطع يد السارق ، ونضم المواريث وخصص لكل فرد ماله من حق . وحرم الرشوة والربا والغش في المعاملات ، والتلاعب بالكيل والميزان ، ووضع القواعد الصحيحة لإنفاق المال ، ونهى عن الإسراف والتبذير وإنفاق المال فيما حرم الله سبحانه وتعالى .
@- حماية العرض :
ويحفظ الإسلام للمرء كرامته وعرضه ، فينهى عن الزنا ، وهتك العرض ، وهدم الأسر والمجتمعات ، وتضييع الأخلاق ، ووضع لذلك كله ضوابط وحدود لا يمكن تجاوزها ، والحمد لله على ذلك كله ، هذا ولم يقف الإسلام عند هذا الحد ، ولكنه وضع نظاماً لحراسة المجتمع من المفاسد ووقايته من كل عمل يقوض أمنه ، فشرع نظام القضاء ، ونظام الحسبة أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .وهذه الأنظمة لها دور كبير في تحقيق الأمن للمجتمع المسلم ، وتحميه بعد الله من المفاسد والمعاصي والمنكرات التي تفتك به وتهدد أمنه .
اللهم يا حي ياقيوم ، يا ذا الجلال ولإكرام ، أحفظنا وبلادنا وبلاد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من الفتن والمعاصي وسوء الأخلاق ومن المنكرات والفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وحقق الأمن دائماً وأبداً في ربوع مجتمعات وبلاد المسلمين . اللهم آمين . اللهم صل وسلم على نبينا وسيدنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحابته أجمعين . والله أعلم وأحكم ، إن أصبت فمن الله وإن أخطئت فمن نفسي والشيطان ، وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه ، وهو حسبي ونعم الوكيل .
الفقير الى ربه ومولاه / أبو سعيد وعازب .