بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحابته أجمعين .
دعونا اليوم نتحدث عن شجرة باسقة مباركة نافعة ، خيرها كثير ، ونفعها جليل ، وظلها وفير ، ولا يستغني عنها الإنسان ، إنها النخلة ، ذات القامـــــة الفارعـــة ، والصورة الجميلة .
إن شجرة النخلة هي رمز للحياة ، وأوّل القاطنين على الأرض ، استضافت الإنسـان وأعطته مفردات اللغة ، حياتها سكينة وهدوء ، ولها سحرها الأخّاذ ، تنمو بصمت ، ولا تموت إلا بعد عمر مديد ، النظر إليها اطمئنان ، والبعد عنها مكابدة ، خضرتها تمنح الصـفاء والنقاء ، والوفاء والهناء ... أسرارها كالبحر زاخرة بوابل الحكمـة والمعرفة ، وما أدركنا روعة الألوان إلا بها ... لها معانٍ بعيدة لم يُكشَف بعد إلا طلائعها ... هي صديقة الغيث ، وهي شفاء ...
يقول ابن القيم عن ثمرها بأنه من أكثر الثمار تغذية للبدن ، هو فاكهـة وغذاء ودواء وشـراب .
وفي الحديث : ( بيت لا تمـر فيه جيـاع أهله )
ويقول أحد الشعراء :
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً ،،،،،،،،،،،،،،،، يُرمى بصخرٍ فيعطي أطيب الثمرِ .
و النخلة تثير في النفس شــجوناً وذكريات ، فقد رويت عن ( عبد الرحمن الداخل ) ، صقر قريش أبيات شجية أثارتها نخلة في حديقة قصره بالرصافة منها هذا البيت :
تبدت لنا وسط الرصافة نخـلة ،،،،،،،،،،،،،،، تناءت بأرض الغرب عن بلد النخلِ .
ويقول أمير الشعراء ( احمد شوقى ) :
أهذا هو النخل ملك الرياض ،،،،،،،،،،،،،،،، مير الحقول عروس العزب .
طعام الفقير وحلـوى الغنى ،،،،،،،،،،،،،،،،،، وزاد المسافر والمغترب .
وأشهر أنواع التمر هو ( البرحي ، البريم ، السكري ، طه أفندي ، ميرحاج ، التبرزل ، الخضراوي ، والحويزي ، الأشرسي ، العبدلي ، البربن ، وغيرها )
وأخيراً فقد رفع الله قيمة النخلة ووضعها بثمارها المباركة في مكانة خاصة بين بقية الاشجار وذكرها في العديد من السور في القرآن الكريم منها سورة الأنعام والكهف وطه والقمر والرحمن والحاقة ، وجعلها من ثمار الجنة أسوة بالتين والزيتون والرمان والعنب ، وكذا ذكر النخل في الحديث النبوي الشريف في الكثير من المواضع ، إذ أن للتمر في حياة الناس مكانةٌ خاصة ، فهو غذاء ودواء ، حيث كان من أفضل الأطعمة التي وصفها ونصح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كثيراً من فوائده : ( إن التمر يذهب الداء ولا داء فيه ، وإنه من الجنة وفيه شفاء) ، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لزراعتها بقوله ... ( من الشجر شجرة تكون مثل المسلم وهي النخلة ) ، وفي توصياته للمسلمين بالأهتمام بالنخلة بقوله ... ( أكرموا عمتكم النخلة ) .
وختاماً فالنخلة ، شجرة نافعة ، فوائدها لا تعد ، فقد يستفاد من تمرها ونوائه ، وسعفها ، وليفها ، وكل جزء منها .
هذا قليل من كثير عن النخلة الشامخة العملاقة المباركة ، قال تعالى ( والنخل باسقات لها طلع نضيد ) . ما اجمله من وصف وتكريم للنخلة .
اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم في الدنيا والآخرة .
.