الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً .. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه
وعلى أصحابه نجوم الهداية فمن لم يهتد بهديهم ضل ضلالاً كبيراً ..
أما بعد فهذا مختصر صغير جُمعت فيه الأسماء المحمدية مع شرح ما لابد من شرحه منها وإن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى المُشعِرة بكثرة النعوت والأوصاف وقد ذكر القاضي عياض في الشفا وابن سيد الناس والقسطلاني والنووي والحافظ شمس الدين الشامي وغيرهم أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم مفرقة وقد جمعها الحافظ النبهاني فبلغت نحو الثمانمائة وستين اسماً وقد تصل إلى الألف مع إضافة أوصافه صلى الله عليه وسلم ، ونذكر بعض صفاته صلى الله عليه وسلم كالأزج والأبلج والمفلج والأدعج وهي من معاني الجمال ، أحيا من العذراء في خدرها ، ونور الله الذي لا ينطفأ ، وأوفى الناس ذماماً ، وصاحب السجود للرب المعبود ، والضارب بالحسام الملثوم ، وأطيب الناس ريحاً ، وصاحب قول لا إله إلا الله ، وخير العالمين طراً ، والخازن لمال الله ، والحريص على أهل الإيمان وخطيب الوافدين على الله ، وخير هذه الأمة ، وزين من وافى القيامة صلى الله عليه وسلم ..
وأولها ما سماه الله عزوجل بها في كتابه العزيز : (( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً )) (الأحزاب:45) ،(( وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً )) (الأحزاب:46)، (( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )) (التوبة:128) ،و(( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ )) (الغاشية:21)، وجعله (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) (الانبياء:107) صلى الله عليه وسلم ..
عن أبي الطفيل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن لي عند ربي عشرة أسماء ،
قال أبو الطفيل : حفظت منها ثمانية : محمد و أحمد و أبو القاسم و الفاتح و الخاتم و العاقب و الحاشر و الماحي ،
قال أبو يحيى : وزعم سيف أن أبا جعفر قال له : إن الإسمين الباقين : طه و يس ".
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما خلق الله عز وجل وما ذرأ نفسا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم ، وما سمعت الله عز وجل أقسم بحياة أحد إلا بحياته ، فقال : " لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ " (الحجر:72) ..
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"اسمي في القرآن محمد وفي الإنجيل أحمد وفي التوراة أحيد وإنما سميت أحيد لأني أحيد بأمتي عن نار جهنم"
عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أنا أولهم خروجا إذا بعثواً ، وقائدهم إذا وفدوا ، وأنا خطيبهم إذا انصتوا ، وأنا شافعهم إذا حبسوا ، وأنا مبشرهم إذا أبلسوا ، لواء الكرامة ولد آدم على ربي ، يطوف علي ألف خادم كأنهن بيض مكنون أو لؤلؤ منثور ".
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أرسلت إلى الجن والإنس و إلى كل أحمر وأسود ، وأحلت لي الغنائم دون الأنبياء ، وجعلت لي الأرض كلها طهورا وسجدا ، ونصرت بالرعب أمامي شهرا ، وأعطيت خواتيم سورة البقرة وكانت من كنوز العرش ، وخصصت بها دون الأنبياء ، فأعطيت المثاني مكان التوراة والمائدة مكان الإنجيل والحواميم مكان الزبور ، وفضلت بالمفصل ، و أنا سيد ولد آدم في الدنيا وفي الآخرة ولا فخر ، و أنا أول من تنشق الأرض عني وعن أمتي ولا فخر ، وبيدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر وآدم وجميع الأنبياء من ولد آدم تحته ، وإلى مفاتيح الجنة يوم القيامة ولا فخر ، وبي تفتح الشفاعة يوم القيامة و فخر ، وأنا سائق الخلق إلى الجنة يوم القيامة ولا فخر ، وأنا إمامهم وأمتي بالأثر ".
وورد في الصحيحين من أسمائه صلى الله عليه وسلم أيضاً :
"المقفي وخاتم الأنبياء ونبي الرحمة ونبي الملحمة وفي رواية ونبي الملاحم ونبي التوبة وعبد الله"
وقال الغزالي والزرقاني:
" أنه لا يجوز لنا أن نسميه صلى الله عليه وسلم باسم لم يسمه به أبوه ولا سمى به نفسه أي لا يجوز أن نخترع له علماً وإن دل على صفة كمال ولا يرد على الإتفاق وجود الخلاف في أسمائه تعالى لأن صفات الكمال كلها ثابتة له عزوجل والنبي صلى الله عليه وسلم إنما يُطلق عليه صفات الكمال اللائقة بالبشر فلو جوز ما لم يرد به سماع لربما وُصف بأوصاف تليق بالله دونه على سبيل الغفلة فيقع الواصف في محظور وهو لا يشعر " أ.هـ
ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم الأعجمية الواردة في الكتب السالفة السماوية بالسريانية والعبرانية والرومية وهي واحد وعشرون اسماً : قِدمَايَا ، آخِرَايَا ، أَحيَدُ ، أَخُونَاخُ ، البَارِقليطُ ، الفارقليطُ ، البرقيطِس ، التَّقلِيط ، المُنحَمِنَّا ، مُؤُذمَاذ ، مَاذمَاذ ويعني محمد ، مُوذمُوذ ، مَيذمَيذ ، حِمطَايَا ، حميَاطَا ، حَبَنطَا ، سَرِخيطِس ، طَاب طََاب ، كَنديدَه ، المُشَفَّحُ ، زَرِبيَالِ ..
عرض لأسماءه صلى الله عليه وسلم
معاني بعض أسمائه وصفاته صلى الله عليه وسلم :
آخِذُ الصدَقَاتِ :
أي ليفرقها على مستحقيها إذ هو لا يجوز له أكلها صلى الله عليه وسلم فلا تليق بشرفه العظيم .
الآخِذُ بِالحُجُزَاتِ :
الحُجُزَاتِ جمع حجزة وهي حيث يثني طرف الإزار ومحله الوسط أي يأخذ بحجزات أمته لينجيها من النار .
أي آخر الأنبياء في البعث .
ورد في التوراة بمعنى الآخر ، وفي التوراة أيضاً اسمه الآمرُ ، الآمِنُ ، آيةُ الله الأَبَرُّ ، الأَبَرُّ بالله .. آخِرَيَا :
لأنه يجير أمته من النار .. أُجيرُ ، أُحيدُ :
معدول عن واحد لأنه واحد في فضائل متعددة . أُحادُ ، أَحيَد :
أخونان : وقال العزفي : وهو اسمه صلى الله عليه وسلم في صحف شيث ومعناه صحيح الإسلام .
الأزج : أي مقوس الحواجب .
الأزهَرُ : ومعناه النير المشرق الوجه .
الأشنَب : من الشنَب وهو رونق الأسنان وبريقها .
الإكليل : أي التاج لأنه تاج الأنبياء .
الألمعي : أي شديد الذكاء .
أي الجامع للخير . الأُمَّـةُ :
الصادق الامين
أي حصل بوجوده للخلق نعم كثيرة . أنعُــمُ الله :
وهو اسمه صلى الله عليه وسلم في الإنجيل ومعناه روح القدس وقال ثعلب : أي الذي يفرق بين الحق والباطل . البَارِقليطُ :
قال العز : هو السريع المبادر إلى طاعة ربه . البرقليطِس :
قال السيوطي : قال ابن اسحاق : هو محمد بالرومية . البرقيطِس :
ذكره السيوطي وقال هو اسمه صلى الله عليه وسلم في كتب الروم ، وقيل أن معناه قريب من التقيُّ . التنزيلُ بمعنى المنزل أي المرسل أو المنزل إليه أي الموحى إليه القرآن . التَّقلِيط :
أي العظيم الهامة المستدير الوجه الرحب الجبين الواسع الصدر .. الجليل ، الجواد ، الجهضم
قال السيوطي ذكره العزفي وقال هو اسمه صلى الله عليه وسلم في الإنجيل وتفسيره يفرق الله به بين الحق والباطل . حَبَنطَا :
قال القسطلاني قال الهروي : أي حامي الحرم وذكر عن ابن الأثير في حديث كعب أنه قال في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب السالفة محمد أحمد . حِمطَايَا :
أي بتقديم الياء ونقله السيوطي عن تفسير الغريبين وفسره بحامي الحرم أيضاً حميَاطَا :
قال الفاسي : أن خطبته ثناؤُه على الله عند شفاعته لفصل القضاء . خطيب الأمم :
أي في قوله عليه السلام كما في القرآن الكريم : (( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) (البقرة:129) ، وفي الحديث : " أنا دعوة إبراهيم " ..
دعوة إبراهيم :
قال العزفي هو اسمه صلى الله عليه وسلم بالسريانية ومعناه معنى البرقليطس أي المبادر إلى طاعة ربه أو الشديد السلطان أي الحجة والبرهان لأنه حجة الله على عباده في الدنيا والآخرة .
سَرِخيطِس :
هو اسمه صلى الله عليه وسلم بالسريانية ومعناه محمد . المُنحَمِنَّا
والله اعلم