يتكون المجتمع من عدد من الأفراد ، والأسر
وهم الذين يكونون المجتمع ، فلا يوجد مجتمع بدون أفراد وأسر
ولو نظرنا إلى الأسر لوجدناها هي أهم مكونات المجتمع
تعتبر الأسرة اللبنة الأولى في كيان المجتمع ،
وهي الأساس المتين الذي يقوم عليه هذا الكيان فبصلاح الأساس يصلح البناء
وكلما كان الكيان الأسري سليماً ومتماسكاً كان لذلك انعكاساته الإيجابية على المجتمع
فالأسرة التي تقوم على أسس من الفضيلة والأخـلاق
والتـعاون تعتبر ركيزة من ركائز أي مجتمع
يصبو إلى أن يكون مجتمعاً قوياً متماسكاً متعاوناً ، يساير ركب الرقي والتطور.
وللأسرة دور كبير في بناء المجتمع وعندما تبني الأسرة المجتمع
فإنما تقدم لنفسها خدمة ولباقي الأسر
فللأسرة أهمية بالغة وقصوى وذلك لأنها أول نظام اجتماعي عرفه الإنسان له خصائصه ووظائفه
التي تؤثر في المجتمع ويؤثر هو بدوره فيها وفي نظمها ، وهي في تفاعل مستمر مع النظم الاجتماعية المختلفة
وتقوم الأسرة بتطبيع الفرد في اتجاهاته وميوله وتميز شخصيته وتحدد تصرفاته العامة
وهي أول من يعرفه بدينه وعادات مجتمعه ولغة وطنه ومكتسباته وثقافته
وخيراته وحضارته وكيفية المحافظة عليها والاستفادة منها
كما تكون أفكاره الأول وتعلمه كيفية التفاعل الاجتماعي وتدربهم على الحياة الاجتماعية
يقول الشاعر:
وينشأ ناشي ء الفتيان فينا
على ما كان عوده أبوه
كما أن للأب وللأم دور مهم في غرس الفضائل والشمائل والصفات الحسنة عند الأبناء
حتى ينشأ هؤلاء الأبناء وهم في صحة نفسية وجسدية واجتماعية وأخلاقية
وعندما تقدم الأسرة أبناء بهذه المواصفات فإنما هي تقدم وتسدي للمجتمع أهم خدمة وأهم شيء
فلولا الأفراد الأصحاء بدنيا وعقليا واجتماعيا ودينيا وأخلاقيا لما نهض المجتمع
ولما أصبح مجتمعا قويا منتجا معتمدا على سواعد أبنائه وقدراتهم
إذن تبدأ المسؤولية والأهمية من الأسرة
فالأسرة التي تربي أبنائها وتنمي قدراتهم وتغرس في نفوسهم حب الخير وحب الناس
وحب العمل وحب الوطن والتمسك بالأخلاق والشمائل الاسلامية
والدفاع عن الوطن من الأعداء والحاسدين
إنما هي تقوم ببناء هذا المجتمع
أما تلك الأسرة التي لا تهتم بأبنائها وتترك لهم الحبل على الغارب
ولا تنشئهم تنشئة اجتماعية سليمة إنما هي تهدم المجتمع
فنقول إن الاهتمام ببناء الأسر وبناء المجتمع يبدأ من الاهتمام بالأطفال
وتربيتهم وتنشئتهم تنشئة سليمة ، الذكور والإناث
يقول الشاعر :
الأم مـدرسـة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعـراق
فمهام ووظائف وأدوار الأسر تبدأ مبكرا منذ نشأتها الأولى ومنذ انجابها لأول طفل
ويقاس مدى رقي المجتمع بما لديه من ثقافة متنوعة ومتقدمة وبالتربية الصالحة
والاسلام يهتم بتربية الفرد والمجتمع يرعى أفراده ويعمل على رفع شأنهم
والمجتمع كما قلت من البداية ما هو إلا عبارة عن عدد من الأفراد والأسر
والطفل يحتاج إلى رعاية والديه والأسرة وهو يكتسب منهم وممن يحيطون به الخبرات
والمهارات والعادات وقواعد السلوك التي تجعله يتلاءم مع مجتمعه ،
والأسرة التي لا تهتم بأطفالها فهي لا تقدم للمجتمع إلا الشر والضرر
فمعظم المخربين والجانحين والمجرمين هم من الذين لم تهتم بهم أسرهم
وتنشئهم تنشئة سليمة وتربيهم تربية صالحة حميدة،وهي تلك الأسر التي جرت خلف المادة
وخلف المشاكل والخلافات فلم تهتم بأبنائها وبالتالي أفرزت وأخرجت إلى المجتمع
رجالا مخربين ومجرمين وجانحين وشواذ ومنحرفين
أما تلك الأسر التي اهتمت بأبنائها وربتهم وعلمتهم وحرصت عليهم
فقد أخرجت وأهدت المجتمع
رجالا أكفاء منهم الطبيب والمهندس والمعلم ورجل الأمن والصحافي والقاضي والمهني وغيرهم
ممن نهضوا بالمجتمع وبنوه ووصلوا به إلى العلياء