يبدو ان السعي لتطوير أشكال من الحياة يُستفاد منها في انتاج الادوية واللقاحات والوقود قد حقق انجازاً جديداً يجعل تحقيق هذا الهدف قريباً. وفي الوقت الذي يعمل فيه بعض اختصاصي علم الأحياء الصناعي، مثل كرايغ فنتر، لتطوير كائنات حية دقيقة جديدة من مواد خام، يعمل علماء آخرون على تغيير التركيب الوراثي للكائنات الحالية، ومن هؤلاء المهندس البيولوجي فارين ايساكس من جامعة ييل الأميركية، الذي توصل مع مساعديه إلى تطوير طريقة جديدة لإضافة مادة وراثية إلى البكتيريا، لتتحول بذلك إلى مصانع بروتين دقيقة.
وتبعاً لما يقوله ايساكس، الاختصاصي في مجال البيولوجيا الجزيئية والتطويرية، فقد بدأنا باكساب خلايا البكتيريا وظائف جديدة، فمن خلال تعديل التركيب الوراثي لها، سيمكن استخدامها كمصانع لانتاج عقاقير بروتينية اكثر فاعلية، وانتاج أنواع عديدة من الانزيمات الصناعية تتصف بخصائص جديدة، إضافة إلى مواد بيولوجية وبوليميرات جديدة.
ويوضح ايساكس طريقة عملهم بقوله إن المادة الوراثية في الخلية تتمثل بمجموعة الجينات الموجودة في مركب DNA وان الوحدات الأساسية في الجينات المسؤولة عن ربط الحموض الأمينية معاً لتكوين البروتين هي الكودونات.
ومن بين 64 كودوناً مختلفاً في الخلية، يوجد كودون يحدد نقطة بدء جزيء البروتين في أثناء عملية بنائه، وثلاثة كودونات تحدد نقطة إنتهاء سلسلة هذا الجزيء. والطريقة التي جرى تطويرها تتمثل في الاستفادة من أحد أنواع كودونات الانتهاء هذه في بناء أنواع جديدة من الحموض الأمينية والبروتينات. ويضيف ايساكس أن باحثين آخرين توصلوا إلى تكوين حموض أمينية صناعية، اعتماداً على كودونات تكون حموضاً امينية طبيعية وصناعية، لكنها المرة الأولى التي يتوفر لدينا فيها كودون حُرّ يمكن الاستفادة منه كلية في تنفيذ ما نرغب بتكوينه. ويقول إن الإنجاز عظيم، ومن المتوقع أن يكون له تطبيقات عديدة بالغة الأهمية قد لا يمكن حصرها حالياً.[/SIZE]